مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 29 يناير 2015

ذهب الذين نحبهم


 بقلم : نتالي قالمة

ذهب الذين نحبهم ....ذهبوا .....لم تبقى سوى ذكراهم تعبق زوايا بيتنا المهجورة من ظلالهم .....وريحهم العابر لشوارع مدينتنا ، ذهب الذين نحبهم ذهبوا ، لم نعد عائلة متماسكة وإخوة متحابين. تفرق شملنا وأصبحنا شتات ...من يدلني على شمل عائلة بقي ملتئم بعد هبوب عاصفة الإعصار من يدلني؟....تسربت أحلامنا عبر شقوق النوافذ وهجرت مدينتا .....
أذكر شملنا كيف كان مجتمع في شهر يناير حول المدفأة وضحكاتنا تتعالى نحو سقف بيتنا وحين يأتي أغسطس تجدنا مجتمعين في حديقة بيتنا نتسامر متأملين في أشجار التين والكرم .....ذهب حلم الطفولة في مهب الريح اغتالته سهام الخيانة والغدر ولم تبقى سوى أسمائهم عالقة بسقف بيتنا .....ذهب الذين نحبهم ذهبوا ...
أصبح شملنا شتات متفرق ولم يبقى من حبنا سوى وشاحا ممزق وستائر بالية وغاب التوت جف الزمرد من جفائهم واحتضرت ألوان قوس قزح فوق دفاترنا ولم يبقى سوى طيفهم تذكره جدران منزلنا ذهب الذين نحبهم ذهبوا .....
تركوا أماكنهم شاغرة بجروح نازفة وذكريات مبللة بالدموع وقلوبا كسيرة متمزقة من طعنات الظهر الغادرة ....ذهب الذين نحبهم ذهبوا....
أحن لشهر أيلول كم يحن الزهر للغصن والثرى للغيت لتسقط من شجرتنا أخر أوراقها المحملة بذكراهم وأسمائهم البالية وحين يأتي يناير يجدها عارية من بقايا حكايتهم الملغمة بالخداع والكذب والقسوة التي تلف قلوبهم المتحجرة ذهب الذين نحبهم ذهبوا ...
غابت ريحهم واختفت أحلامهم يوم سبتهم وأنطفئ الضوء في ليلتهم وتركوا عبق الأسى ينسكب من جفون كانت لهم يوما موطن ....ذهبت ريحهم ومعها ذهبوا .....أيامهم كانت لي في الحلم بلسم وبالعين التي ترى نور الوضوح علقما إذ كان زمانهم بشرفات منزلنا معبرا أضحى الزمان للشرفات موكبا، وعاما مضى على عين كانت تبصر النور ولم ترى أن البصائر بالجفون كوكب ورأت ما لم يروا بعيننا كانت لهم دفء وموقد ...وبعدها جاءت ليالي سحاب غيثها يهطل ثلجا وبرد واهتزت الجفون وارتعشت لنزول دمعا كان لأحزانها معبرا......

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9