مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 21 يناير 2015

المرأة الصحراوية و الانترنت...

بقلم: فاطمة احمد

               اكثرنا ربما تساءل كم مرة مع نفسه هل فعلا كصحراويين حديثي العهد بوسائل التكنولوجيا و النت اقتحمنا هذا العالم الازرق بالطريقة الصحيحة السليمة التي تعطي انطباعا مشرفا لدى المتلقي ? هل احسنا استخدام مواقع التواصل بالصورة و اللغة المناسبتين لشعب يريد ايصال كلمته عاليا ? هل تؤدي المرأة الصحراوية دورها المنوط بها بوعي كبير ومسؤولية ناضجة على هذه المواقع والصفحات الزرقاء ? للاسف نسبة كبيرة اتخذن هذا الفضاء مرتعا للتسليات الذاتية . على سبيل الذكر لا الحصر هناك من يضعن صور شمسية شخصية صاخبة التبرج كبروفايل أو مسروقة من هنا وهناك فقط لكي تحصد تلك الكلمة السحرية ( وني بيك ماشين شي) ويدخل من هب ودب في تعاليق المدح والثناء . و هناك صفحات كثيرة مختصة في اقتناص فيديوات من الحفلات والمناسبات العائلية تُعرض بدون إذن أصحابها و يختلط الحابل بالنابل في تفاعل قلما تجده في منشور أدبي او سياسي هادف . و تفتقت عبقرية بعضهن في نشر فيديوات من داخل غرف النوم .و اخريات اخترن اسماء بروفايل إغراء و تغنج (شوي زوين , شويبة متعيدلة , طفلة وناسة , من شي يغرا , صحراويات فالحات ) حتى ظن زائر الصفحة انه يلج ماخورا و تولد لديه انطباع ان كل البيض متشابه . و ما بين النظرة الذكورية السلبية السابقة الذكر والفئة المتسلية ضاعت فئة المثقفات اللواتي يجتهدن بالفكر من اجل المساهمة في بناء مجتمع سليم و في المسار السياسي و تغيير جذري للكثير من الافات و الظواهر الإجتماعية . سيدات لديهن رؤى موضوعية اغلبهن توارى خوفا من دسهن في تلك سلة البيض . و أُجهض فكر نسوي هادف باطلا . هنا حواء SH المثقفة رُسم لها خط فاصل بين الصمت أو السقوط في المحظور ان اقتحمت مواضيع الطابوهات الحمراء . هنا حواء SH المثقفة فُرض عليها عبثا أن تُدثر كلماتها بخمار من حرير الخديعة والنفاق حتى لا يُساء الظن بها . هنا أُلزمت حواء المثقفة أن تبقى داخل إطار رسمه المجتمع الذكوري و الخروج عنه يعني اشهار بطاقة ( ناقصات عقل ودين ) في وجهها. هنا حواء المثقفة اصبحت أفكارها مجرد مسودات غير قابلة للطرح او النقاش بسبب تلك النظرة الذكورية السلبية التي سرت ظلما على جميع النسوة . بأي ذنب تُقصى من المشاركة الفكرية الفعلية ومن التعبير عن رأيها في شتى المجالات . هل عليها أن تبرر كل مرة لاصحاب تلك النويا فكرتها وطريقة تعبيرها حتى يصفحوا عنها و لا تُدرج ضمن خانة المغضوب عليهن . أم ان لها الحق في إبداء رأيها بكل حرية بالاسلوب اللذي يُرضي قناعتها ولا تتحمل مسؤولية سوء فهم القارىء . ماذنبها إن كان البعض ينخر عقله الشبق و يهتز منتشيا عند قراءة أول سطر . ما ذنب SH المثقفة إن صدق البعض و آمن أن كل من طرحت افكارا جريئة و عرت بإبداع حرفي المسكوت عنه من التخلف و الظواهر يمكنها أن تعري جسدها بنفس الجرأة ونفس المهارة والابداع .

             

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9