مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 2 يناير 2015

قف لا تلطخ وطنيتي ...

بقلم : سعيد المرابط

           إلى شعب أحببته بكل مكوناته, أحببت بعضه وكله, أحببت حيه وميته, ثقافته ولهجته, نصره وهزيمته, أحببت حبه وكرهه, إليك يا شعب الصحراء الأبي, إليك يا أمي وأبي. إليك في المناطق المحتلة, في مخيمات العزة خلف الجدار, إليك أينما حللت وارتحلت, إلى المناضل في الميدان إلى المعتقل خلف القطبان إلى الصامت منك والمتكلم إلى أرضك الطاهرة إلى سمائك وبحرك وهوائك إليك أنت في كل شيء ينسب إليك. والى نفسي أولا وأخيرا. والى رفيقي الذي لم أعمل بنصيحته حين قال أنه لا يجب أن أعطي للهوامش قيمة, لأنهم يبحثون عن استفزازنا. لكن لم أستطع أيها الغالي أن التزم الصمت.
         قبل يومين دق ناقوس الخطر في قلبي دقة طبل ملوث بالخطر, ولأني يا شعبي الغالي أعرف تماما أن صكوك الوطنية توزع في طبلتك مجانا, لم أستطع أن التزم بالصمت عن ما قام به من يدعي أنه على خط الشهيد يسير, لكن لا نعلم عن أي شهيد يتكلم , فالكلمات أحيانا لا تصف ما ليس يوصف. المقال الذي نشره خط الشهيد على موقعه الموبوء لم أعط الحق لناشره بنشره. والعنوان قد بدل فيه, ومن هنا أعلن براءتي من هذا الخط الأعوج براءة الذئب من ابن يعقوب. لقد سبق أن نشرته في المستقبل. تحت " عنوان المناطق المحتلة بين البوليساريو والمغرب ". ولا علاقة تجمعني بمن صار يسبح في سباحة معاكسة لتيارات أودية وأنهار أبت أن تغير مجاريها فثارت في غضب قل نظيرها .كان لغضب القحط والجفاف تيارا آخر أسقط الأقنعة وخلع جلباب الوطنية والرهبنة. ومنح المدينة الحمراء صك البراءة من نزلاء السجون والمعتقلات السرية، من عويل الثكلى والأرامل. من بكاء اليتامى، ومن دماء شهداء ساحة الوغى.ليتحول البعض ندماء للجلادين والقتلة في مهزلة منتدى حقوق الإنسان.وحين يشرب المحجوب النخب مع القتلة والغزاة فإن للخط نكهة مخالفة للشاي وقطيعة مع القضية.
          وإذا كنا عرفنا لون الخط وقبلته ومعتقداته فإنا براء. ولا براءة للجفاف من دماء الشهداء والجرحى والمصابين. من كان مصدر يشحن هممهم عبر أثير الإذاعة الوطنية.
والذي نسي ولم لم يسلك درب الشهيد و صار عبر مسالك وممرات الداخلية المغربية يوم كان يصدح قائلا " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب تخاطب فيكم روح الوطنية وتناديكم للالتحاق بالصفوف الأمامية ".اليوم أنت في الصفوف الخلفية من مزبلة التاريخ.
إن أصعب شيء تحس بمرارته هو الخيانة سواء أنت قمت بها أو أحدا خانك ;الخيانة بحر قذر والخائن لا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه.
          هنا أضع تساؤلا لكل خائن فعندما يخون البعض لماذا يعتقد انه لا أحد يراه؟؟؟ ....... ولا أحد يدري و ينسى أن الله أول من يرى, وأول من يدري....لكل نوع من أنواع الخيانة مذاق مختلف وردة فعل مختلفة فعندما يخوننا إنسان بعيد.....نتعلم, وعندما يخوننا صديق .....نتألم ,وعندما يخوننا حبيب .......ننتهي, الإنسان الخائن يواجه الخيانة بالغضب والإنسان النقي يواجه الخيانة بالصمت, ربما إن الخيانة تفجر الخائن وتشل النقي.
هل تعلم أيها الخائن من الجنسين أنك لو تخون إنسانا خائنا ......فإنك تخونه وحين تخون إنسانا مخلصا......فإنك تقتله ........؟
        وهل تعلم أيضا أن للخيانة وجوها كثيرة أقـــــــــــذرها انك تكون إنسانا غافل فالخيانة وحل عميق وبحر قذر لا يجيـــــــــــد السباحة فيه إلا المتلوثين. إذا خانك أحدهم وتيقنت من الخيانة فلا تضيع وقتك في استفسارات غبية ولانتظر منه إجابة فالخيانة في حد ذاتها إجابة ؟؟فهل من الممكن أن نضع حدودا للخيانة ؟؟اعتقد انه مستحـــــــــــــــيل حب الوطن فـــــــــــــــــــــرض ,,,والدفاع عنه شــــــــــــــــرف و غاية .
لا يوجد أمريء لا يحب وطنه ولا يهب للدفاع عنه في أوقات الشدة والتصدي للأعداء ودحر الغزاة والطامعين والدفاع عن الأرض وشرف الآباء والأجداد، وتسجيل البطولات الخالدة والوقوف في وجه من يطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته قديماً وحديثاً، وكثيراً ما يضحي المرء بحياته وعمره في سبيل رفعة شأن وطنه وأمته ليغدو بطلاً شهيداً يكتب إسمه بأحرف من نور في صفحات التاريخ والخلود، تتذكره الأجيال جيلاً بعد جيل، ليغدو مثلهم الأعلى في التضحية ونكران الذات يقتدون به في حياتهم
وكثيراً ما يتمنى المرء أن يكون في مقدمة من يسطرون بدمائهم الزكية ملاحم خالدة في النضال في سبيل إعلاء شان الوطن واستقلاله دون أن يرضى بديلاً عن ذلك
         غير أن هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي إن كان لهم تاريخ وشخصية، والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة، لينالوا الخسران والعار والخجل في الحياة والآخرة ,,و يبقوا منكسي الرؤوس في أماكن مظلمة مذعورين لا يخرجون من جحرهم في النهار وإذا ظهروا ليلاً فإن الذعر والخوف من انتقام الوطن يراودهم وهم لا يعرفون كيف يمضون العيش في ظل ذلك العار الذي يلاحقهم حتى وهم في أوكارهم!!
           إن خيانة الوطن جريمة لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقسى العقوبات، وخاصة من يضعون أياديهم في أيدي الإرهابيين و العابثين المفسدين ويعينونهم على العبث بمقدرات بلدهم وترويع أهلها وإسالة الدماء الزكية في سبيل أفكار متطرفة منفصلة تمس قضية الوطن و غايتها زعزعة الشعب عن غايته ....
فإن أعمال هؤلاء الخونة لن تمر دون عقاب وان أيدي العدالة طويلة ستنالهم أينما ذهبوا ومهما استمروا في غيهم وظلالهم فإن أعين الأمن مفتوحة و لن ترحمهم العدالة حيث تقف لهم بالمرصاد، وأن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحملها من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن والأمة،

"هل يوجد فرق بين خيانة الوطن وخيانة,, الصديق ,,أو الحبيب ؟؟
فما بالك بخيانة كل هؤلاء ؟
الوطن هو الام والأب والابن والحبيب ,,,ومن يخون الوطن فقد خان كل هؤلاء!!
إن خيانة الصديق أو الحبيب فأثره على فرد, أما خيانة الوطن فأثره على امة بأكملها
هل للخيانة درجات ؟
         إن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر ويجب إنزال أقسى العقوبات بصاحبها، خيانة الوطن لا تبرر،لأنه ليس هناك أسباب مشروعه للخيانة، ولما كانت كذلك،فليس هناك درجات لها،فأن كان للإخلاص درجات ،فالخيانة ليس لها درجات بل هي عمليه انحدار وانحطاط دون الخط الأدنى للإخلاص. والعقاب على من يخون الوطن قديم قدم البشرية في كل الشرائع السماوية والشرائع الوضعية القديمة والحديثة، فالخونة لا ينظر لهم بعين من الاحترام والتقدير بل ينظر إليهم بعين من الاستهجان والاستخفاف وبسوء الأخلاق وانحطاطها حتى من قبل الذين يعملون لصالحهم ويأتمرون بأوامرهم. فأين هؤلاء من قول الشاعر :
وطني إن شغلت بالخلد عنه ,,,,,,,,, نازعتني عنه بالخلد نفسي !!!

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9