![]() |
حدمين مولود سعيد كاتب صحراوي |
حسب ما ورد في وكالة الانباء الصحراوية، يوم 30 غشت، ذكير وزير الاعلام بأهمية تنمية وتطوير الوعي السياسي الذي يعتبر المفتاح الأساسي للرد على الدعاية الإعلامية المغربيةالمستهدفة لمعنويات المناضلين الصحراويين.
وأعتقد بأن الوعي السياسي يتطلب قبل كل شيء إختيار المفردات و الكلمات المناسبة لكل حدث. و في هذا الشأن يبدو من المُثير للإنتباه تجاهل وكالة الانباء الصحراوية لعبارة “الدولة الصحراوية” او “الجمهورية الصحراوية”، لنرى بدلا عن ذلك عبارات أخرى من قبيل:
مخيمات اللاجئين الصحراويين.
مخيمات الصحراويين.
الغريب في الأمر هو أن وكالة الأنباء الرسمية تقفل تماما عبارة “الدولة الصحراوية” في قصاصاتها الإخبارية. مع العلم بأن الاعلام المستقل من جهته لم ويول أهمية كبيرة لتوظيف المفردات و الجمل اللازمة حينما يقتضي الامر ذلك. في الأماكن اللازمة.
ربما الدولة الصحراوية، في نظر الوكالة، توجد فقط حين يتعلق الامر بأنباء تتعلق بالخارج، على سبيل المثال:
الجمهورية الصحراوية تشارك في الألعاب الاولمبية الإفريقية. برازافيل (الكونغو) 04 سبتمبر 2015 (واص).
الجمهورية الصحراوية تشارك في اجتماع وزراء الإعلام و الاتصال الأفارقة. أديس أبابا (إثيوبيا) 03 سبتمبر 2015 (واص).
ولكن حين يتعلق الامر بأحداث و فعاليات على مستوى الداخل، تختفي الدولة الفتية عن عيون الاعلام و تطفو على السطح المخيمات، و هكذا نسمع:
الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الصحراوية يحل بمخيمات اللاجئين الصحراويين. الشهيد الحافظ 01 سبتمبر2015 ( واص ).
الوفد البرلماني الموريتاني يواصل زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين. الشهيد الحافظ 02 سبتمبر 2015 ( واص )
الوزير الأول يستقبل الوفد البرلماني الموريتاني ويشيد بزيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين. الشهيد الحافظ. 03 سبتمبر 2015 (واص).
هذا بالعلم أن الوكالة الرسمية سبق لها و أن أشعرتنا بالإعلان عن تشكيل لجنة برلمانية صحراوية-موريتانية للصداقة والأخوة، على مستوى المجلس الوطني الصحراوي. بمعنى أن الوفد الموريتاني يقوم بزيارة الى الدولة الصحراوية او الجمهورية الصحراوية. إذن كان من الأفضل تبديل عبارة “مخيمات اللاجئين الصحراوية” في العناوين الثلاثة المذكورين بعبارة “الدولة الصحراوية” او الجمهورية الصحراوية. و لا يُؤثر في الموضوع كون جزء من مواطني الدولة الصحراوية يسكن في مخيمات حتى الآن و ثلثي من أراضيها لازالت تحت لاحتلال.
فما المانع إذن من القول بأن وفدا من البرلمان الموريتاني يقوم بزيارة الى الدولة الصحراوية؟
لماذا الوكالة تُفضل عبارة “زيارة الى المخيمات اللاجئين الصحراوين” فضلاً عن عبارة “زيارة الى الدولة الصحراوية” او الجمهورية الصحراوية؟؟؟
و عندما رحل الوفد الموريتاني ليزور الأراضي المحررة لم يخبرنا احد ان الوفد الموريتاني قام بزيارة الى الجزء المحرر من الدولة الصحراوية.
لدينا برلمان له لجان صداقة مع بلدان مُجاورة، عندنا وزير اول يستقبل وفود برلمانية أجنبية و غيرها، لنا جيش بنواحي عسكرية تُمارس سيطرتها على أراضينا و تستقبل عليها وفود أجنبية، و مع ذلك يصحو القاموس الإعلامي عندنا في غالبية الأحيان فقط على مخيمات اللاجئين.
و بالمقابل لا يُفرط المغرب كعادته في أي فرصة للتقليل من شأن دولتنا الفتية، و وسائل إعلامه مُجندة فقط لتغطية الشمس بالغربال طوال النهار، و في الليل لا يجوز أن تظهر نجمة واحدة في سماء الصحراء الغربية. و في محاولته لردم أي فكرة عن وجود الدولة الصحراوية، يستعمل عبارة: “مخيمات تندوف”. مثلا، لقد كتب موقع هسبرس الاستخبراتي المغربي، ما يلي:
“نشطاء يدعون لمحاكمة أعضاء وفد برلماني موريتاني زار تندوف“.
من جهة أخرى، لما يقوم كريستوفر روس بزيارة الى المنطقة، وسائل الاعلام المغربية تقول: “كريستوفر روس يحل بالعيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية”، و أحيناً تقوم بتحريف كلماته الرسمية كي تقول “الصحراء المغربية” بدلا عن “الصحراء الغربية” كما جاء على لسان الممثل الاممي.
وكالة الانباء الصحراوية تقول:
كريستوفر روس يصل مخيمات اللاجئين الصحراويين.
الشهيد الحافظ. 05 سبتمبر 2015 (واص). وصل اليوم السبت المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، في زيارة عمل تدوم ثلاثة أيام.
لماذا لا تقول “وصل او حل الى الدولة الصحراوية”؟ إذا كان المانع هو أن الأمم المتحدة لا تعترف لحد الآن بالدولة الصحراوية، فهذا أولا لا يعنينا نحن، لأن الدولة نحن من أعلنها و نحن أيضاً من سيفرض وجودها في العالم أجمع.
وبأننا بصدد استقبال الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية هذه السنة، هل بإمكان وسائل إعلامنا الرسمية او المستقلة أن تكتب مثلاً:
“الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، وصل مساء اليوم الى الجمهورية الصحراوية قادما من دولة موريتان الشقيقة و تم استقباله من طرف كبار الدولة الصحراوية”.
حدمين مولود سعيد.
0 التعليقات: