الاستعدادات للزوج:
بعد اختيار العروس من قبل الشباب او اهله، تبدأ مرحلة التحضير الاولية لطلب يد الفتاة وذلك بارسال عدد من النساء لزيارة اهلها ومفاتحتهم بالموضوع.
بعد اخذ الموافقة يتقدم للخطبة من الرجال (خازكين) لطلب يد العروس رسميا. وبعد مشاورة الخال والعم وهذه بطبيعة الحال من النظم الاجتماعية السائدة التي تسمح بتفضيل ابن العم وابن الخال على غيرهما في الزواج من الفتاة.
بعد الموافقة يحدد مقدار الصداق ويختلف من مدينة الى اخرى ومن المدينة الى القرية ومن عائلة الى اخرى.
النيشان (ده زكر):
بعد الاتفاق على المهر تهدي عائلة الشاب مجموعة من الهدايا الى الفتاة تسمى بالنيشان (ده زكر)، ومن ثم تبدأ العائلتان حسب الاتفاق بالعمل في تحضير (الجهاز) وهو عبارة عن المستلزمات والمتطلبات الضروية للبيت الجديد.
عقد القران: تتم موافقة البنت على الفتى والمهر بواسطة رجال الدين، وبعد اتمام كل المتطلبات يبدأ عقد القران الرسمي من قبل القاضي الذي يحرر العقد وفق شروط وبحضور شهود الطرفين ويدرج في العقد المهر المقدم والمهر المؤخر احتياطا لحوادث الطلاق المحتملة بالنسبة للمسلمين.
ليلة الحناء والزفاف:
يحدد موعد زفاف العروس في احد ايام الخميس بالنسبة للمسلمين، وقبله بيوم ترسل مجموعة من النساء من بينهن امرأة متقدمة بالسن (سه ر سبي) واخرى تسمى (به ربويك) (الوصيفة) مهمتها تجميل وتزيين العروس والقيام على خدماتها وابداء بعض الارشادات والتوجيهات لها.
ليلة الزفاف تنصب صينية كبيرة مزينة بالشموع الملونة والورود وطاسات الحناء المعجونة. وتقوم احدى قريبات العروس بتخضيب العروس ورفيقاتها بعجينة الحنة، ولا يمكن الاستغناء عن الحناء فهو في الاعتقاد الشعبي نبات يجلب الحظ السعيد ويدفع الشر.
الزفاف وبعض الصقوس الفلوكلورية:
يرافق دخول العروس الى المنزل الجديد بعض الطقوس الفولكلورية التي تتنوع مع المناطق، منها تخطي العروس على حطام جره مكسورة- تكسرها عادة والدة العريس تحت قدمي العروس فيها بعض الحلوى والنقود، ويتسابق الاطفال لالتقاط الحلويات والنقود المنثورة، ويعتقد ان الجرات التي تكسر هي من طقوس الخصب وهي فعالة ضد العين الحاسدة ايضا، ومن الطقوس التي كانت موجودة الى عهد قريب في المدينة وقوف العريس وبعض من اصدقائه على سطح المنزل مقابل عتبة الباب وامامه ثلاثة اكوام صغيرة من التراب، وقبل ان تدخل العروس المنزل يضرب العريس برجله على اكوام التراب هذه تتناثر على رأسها اشعارا لها بسلطته عليها.
وهنا ترقص والدة العريس حاملة بيدها ملعقة خشبية كبيرة (جفجير) كتعبير عن فرحتها بقدوم الخير والبركة، بقدوم من يعاضدها في تصريف شؤون البيت.
ومن الطقوس ايضا اقفال الباب على العروس في منزل اهلها من قبل احد اقاربها حين الشروع بزفافها ولا يفتحون عليها الا بعد اعطائه مبلغا من المال من قبل اهل العريس ويسمى (بشتة ده ر).
في ريف المنطقة يرسل مبلغ (بيلك) الى اهل العروس يبلغهم موعد الزفاف وبعد ان يبين لهم حقيقة مهمته اقرباء العريس بسرقة شيء بسيط من منزل العروس كأن تكون (ملعقة او مزهرية) يرفعونها اثناء رقصهم ليظهروا للعروس مهارتهم، ويرافق اغلب الافراح العائلية وخاصة الزواج الرقص والغناء، وقلما نجد زفافا بدون رقص.
وليس في رقصهم الفطري شيء من الحركات المستحدثة الدخيلة وتسمى الرقصات عادة حسب شكل الحركات التي يؤديها الراقصون او الاغاني التي ترافق الرقصات او المناطق التي تشتهر باداء هذه الرقصة او تلك, والرقصة الجماعية التي يؤديها الشباب من الجنسين تسمى بالدبكة (ره ش به له ك) وهي عبارة عن تشابكهم بالايدي والاذرع في حلقة ويقومون بخطوات وتمايلات موزونة في حين يتقاسم المزمار والطبل الكبير او الشبابة النغم، ويصفها ميلينجن بقوله: (انها لحركة رائعة عندما يكون جميع الراقصين في الحلقة على نسق واحد تصاحبهم الموسيقى، وهذه الحركة تشبه تموج سنابل الحنطة عندما تهب عليها نسمة ريح خفيفة).
ويعرف في انحاء المحافظة عدد كبير من الدبكات نذكر هنا بعضها منها.
العاب للتسلية:
بعد الانتهاء من الرقص والاغاني يجتمع المدعوون للحفل في منزل العريس او احد جيرانه حيث تبدأ العاب التسلية، ومن اهم الالعاب المعروفة لدى ابناء دهوك لعبة (كرتن وبه ردان) اي (القبض واطلاق السراح).
اذ يختار احدهم من بين الحضور راعيا للعبة ويخصص له رجالا ينفذون ما يأمر به، ويسمى بـ(مختار) فيلقى القبض على البعض ويفرض عليه اهداء شيء للحفل كأن تكون نقوداً او غنما او دجاجا. ومن الالعاب الاخرى (مه شكادوشافى) و(ميش برين).
الدخلة:
يدخل الزوجان غرفة الزوجية حيث يقف على الباب احدهم يسمى بـ(برازافا) اي (اخ العريس) وهو احد فتيان الشرف وينبغي ان يكون متزوجا مهمته ارشاد وتوجيه العريس. وبعد اتمام الزواج تطلق رصاصة تقليدية كأعلان على انتهاء كل شيء على ما يرام، وهناك اشارة العذرية يراها اهل الزوجين.
الصباحية:
وفي الصباح يستقبل كل من العريس والعروس المدعووين الذين يحملون الهدايا للعروسين.
ومن انواع الزواج بالمنطقة، الزواج بالمهر وهو الشائع وزواج البدائل (كصه بكصه)( بيكهوركاني) وهو موجود في اوساط الريف الا انه بدأ بالزوال شيئا فشيئا.
وحفلات الزواج تدوم عادة ثلاثة ايام. وتصاحبها الحفلات والدبكات والولائم.
الدبكات:
يشكل الرقص- باعتباره احد اصناف التراث الشعبي- نقطة لقاء يلتقي عندها عناصر ومعطيات ادبية وفنية متواجدة في الادب والفنون الشعبية الكوردية، سواء ان نظرنا اليها من زاوية ارتباطه باصناف الاغاني او من زاوية الموسيقى.
زي الرجال:
يرتدي الرجال في دهوك الزي الشعبي المسمى بـ(الشل وشه بك) (به ركويز)، ويصنع الجيد والمفضل منه من المرعز، ويحاك في المنطقة من قبل صناع ماهرين اتخذوا من الصنعة مهنة ابا عن جد ويبرعون في توشيتها وزركشتها بنقوشات بديعة بخيوط ملونة زاهية، ان هذا الملبس واسع ومريح يتلاءم وطبيعة المنطقة الجبلية، ويعرف اهالي المحافظة انواعا من (الشلكوشبك) بحسب الوانه ومناطق صنعه ومن هذه الانواع:
)-بشت به ز- بشت به زى خه زالى): لونه قهوائي وقهوائي فاتح.
)-به كر به كي): ابيض اللون بخطوط سود رفيعة.
-(شه رنه خي): ذو لون ابيض وعليه خطوط عريضة زرق وبيض.
-(كه راني): ابيض اللون وعليه خطوط عريضة زرق وبيض.
ومن الانواع الاخرى (كاجيتي) و(حه فت ره نك).
هذا ويضعون على رؤوسهم قلنسوة مصنوعة من الخيوط او اللباد (كولافى ته حتى) يلفون حولها عمامة (يشماغ).
وفي الاعياد والمناسبات يلبس بعضهم القلنسوة وحدها وتزين بريش ناعم ذي الوان زاهية. ويشدون على خواصرهم بضع امتار من قماش ذي لون مناسب ولون الملبس يسمى بـ (شويتك) بمثابة الحزام.
وثم من يضع حزاما عريضا من قماش سميك ذي لون غامق يسمى بـ(الشال) وبخاصة اهالي منطقة زاخو.
ومن الاجزاء الاخرى لزي الرجال:
-له وندى (الشمائل):
وهو عبارة عن قطعة قماش بيضاء تلف حول الزند على هيئة مخروط.
-الجوخ: وهو ذو الوان مختلفة يصنع من اللباد، يشبه (اليلك)، ينزل الى اسفل الحزام وهو مفتوح من طرفي الكتفين ويقي الجسم من البرد الشديد شتاء.
-كوره:
ويلبسون جوربا من الصوف يصنع محليا ايضا ويغطي نصف الساق ويزين اعلاه بشناشيل ملونة من خيوط الصوف.
زي النساء والحلي:
يشمل الزي الشعبي للنساء في دهوك:
-لباس طويل وعريض يصل الكعبين.
-ئه ته ك طويل وعريض يصل الى الكعبين ويصنع من قماش مشابه للون الفستان -فستان (كراس) طويل وتصل باكمامه قطعة من نفس القماش تسمى بالشمائل (له وه ندى).
-سايه (كورته ك) وهو طويل وعريض ذو اردان واسعة مفتوحة من الامام وتشد في منطقة الخصر بدكمة.
-ايشارب رأس مطرز بالشناشيل يسمى (بوشى(
-في الريف يلبسون فوق هذه الملابس يلكاً قصيراً مطرزا بالنقوش الجميلة.
اما الحلي التي تتزين المرأة بها فهي على انواع منها:
-كردانه (قلادة) بانواعها وهي عبارة عن سلاسل ذهبية يعلق بها عدد من الليرات الذهبية حسب حالة الزوج المالية.
-حزام من الذهب الخالص تعلق به قطع ذهب او ليرات
-المحمدية: وهي عبارة عن سلسلة يثبت بها العقيق.
-المعاضد(السوار): وهي معاضد رفيعة من الذهب تلبس منها المرأة (6) ازواج في اليد الواحدة.
-المحابس: وهي على انواع تلبس في اصابع اليد ما عدا الابهام.
-الاقراط (التراجي): وتلبس في الاذن وهي على انواع مختلفة.
-الخزام (العران): ويلبس في ثقب في الاذن ويقتصر لبسه على قسم قليل من النساء في الريف، ويصنع من الذهب ومحلى بالشذر ويتخذ اشكالا واحجاما متنوعة.
المصدر من مجلة دهوك
0 التعليقات: