مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مضيعة الوقت و مضيعة الحياة

Nabil Algerien
بقلم : نبيل الجزائري

هل تتقاطع دائرة الروح مع دائرة الفعل ؟ وهل تتطابق الثقة بالنفس مع قيمتها؟
في أمريكا حيث بنى الانسان إمبراطورية أحلامه ، تشكلت منذ مدة إشكالية مفهوم الحياة ، إذ أضحى الامريكي يعيش في ثقافة المستقبل الموجه ، وحدة الزمن فيه ترتبط بالانتاجية و الفعالية دون غيرهما ، على حساب تقوية الروابط الاجتماعية و العائلية على الخصوص .
الكثير من علماء الاجتماع و الاقتصاد و و حتى رجال القانون و الدين عندهم حذروا من مغبة السقوط في ثلاثية : التنافس - الإنجازات - الربح ، هذا من دون أن يكون للحياة بعد آخر روحي و شخصاني يعني بعلاقة الفرد مع الله و أسرته في تجاوب عاطفي متكامل .
فهذا المدعي العام الامريكي Eric Hodler يقول : " لقد حذرونا من مضيعة الوقت ، لكنهم ربونا على مبدأ مضيعة الحياة ".. و هذا Gordon Dahl أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا يقول :"إن معظم أصحاب الطبقة المتوسطة يعبدون عملهم ، و يعملون في ملاعبهم ، و يلعبون في عبادتهم ".. و لعل هذا الذي جعل مجتمعا محافظا بنى إمبراطوريته الخرافية على تعاليم اليهود the best land for the best people ( عقيدة البروتستانتيين puritans) يعيش نصف حياته الاول بحثا عن الثروة ، و النصف الثاني بحثا عن الصحة .
إن النظرة الغربية إلى الحياة تخضع بامتياز الى فلسفة مادية بحتة ، تقصي اليقين بالله و تقدس الايمان بالعمل المادي وحده لتأمين الحياة ، و هذا خلل في التوازن بين كينونة الانسان و ما يعيشه في العالم الخارجي. إنها فلسفة تجعل منه آلة منتجة لا تتوقف ، غير قادرة على مخاطبة الروح ، و عاجزة عن التحاور مع الضمير ، و مبتورة عن مراجعة الماضي لإدراك منحى التغير و التغيير في السلوك و التفكير عنده مع مرور الزمن .
فلسفة القرآن الكريم مغايرة تماماً ، إنها تأكد على تكامل المادة مع الروح أو تكامل الفعل مع الكينونة (doing and being ) : (( الا من تاب و آمن و عمل عملا صالحا ))..

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9