![]() |
شـارل پيـير بـودلـير شاعر فرنسي |
هرّ جميلٌ قويٌ ناعمٌ يجوس في دماغي
| |
كما يجوس في شقته
| |
وعندما يموء تكاد لا تسمعه
| |
فلرنين صوته رقة ورصانة
| |
وسواء زمجر أم لان
| |
فهو دائماً عميق الصوت غني النبرات
| |
وهنا يكمن سرّ فتنته
| |
صوته الذي يقطر ويتسرب إلى أعماقي
| |
يملؤني كالشِّعر ويُسكرني كالرحيق
| |
يسكِّن في نفسي أقسى الآلام
| |
ويحتوي على كل النشوات
| |
ولكي يعبّر عن أطول الجمل
| |
لا يحتاج مطلقاً إلى كلمات
| |
وما من وتر يستطيع أن يعزف
| |
على أوتار قلبي هذه الألة المتقنة
| |
وينتزع منه أشجى النغمات
| |
سوى صوتك أيها الهر الغامض الملائكي العجيب
| |
هذا الذي يحوي كل ما في صوت الملائكة
| |
من رقة وانسجام
| |
فمن شُقرة فروته وسمرتها
| |
انطلق عبير بلغ من النعومة
| |
أنه غمرني بالعطر ذات مساء
| |
لمجرد أني لامسته مرة واحدة
| |
إنه روح البيت الأليف
| |
يقضي ويرأس ويلهم كل شيء في امبراطوريته
| |
أفيمكن أن يكون جناً أفيمكن أن يكون إلهاً
| |
وعندما تشَدّ عيناي نحو هذا الهر
| |
الذي أحبه كأنما جذبهما مغناطيس
| |
ترتدان طائعتين لتتأملا داخلي
| |
فأرى وأنا مأخوذ أنوار حدقتيه الشاحبتين
| |
تتأملني محدّقة
| |
كأنها السُرُج المضيئة واللآلئ المتألقة
| |
*
| |
ترجمها عن الفرنسية
| |
حنّا الطيّار
| |
جورجيت الطيّار
منقول
http://www.adab.com/world/modules.php?name=Sh3er&doWhat=ssd&shid=579
نبذة عن حياة الشاعر...
شـارل پيـير بـودلـير (1821-1867) هو شاعر وناقد فني فرنسي.
ويعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم.
و لقد كان شعر بودلير متقدما عن شعر زمنه فلم يفهم جيدا الا بعد وفاته.
بودلير بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه ازهار الشر ،
مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية
في المدن الكبريحتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال ، وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من پالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الي الفرنسية. والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية.
وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب
هذه القصائد التي تمثل المدينة اهم ملامحها ، وتعتبر معينا لا ينضب من النماذج والاحلام.
وكان الشاعر شارل بودلير يري ان الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية
الرائعة وهي القصائد التي اضيفت الي ازهار الشر في طبعته الثانية عام 1861
تحت عنوان لوحات باريسية.
لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير ، وهو الديوان الذي لم يتحمس له
غوستاف لانسون وسانت ـ بيف ، هذا الديوان الذي اثر تأثيرا عارما في الاجيال اللاحقة.
|
0 التعليقات: