مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

القضية الصحراوية على الميزان...

azuur
ازعور ابراهيم
كاتب صحراوي


            متجاوزا منطقه الخاطئ القديم،بدأ المغرب كبلد يرى نفسه إمبراطورية قابلة للتوسع، يراجع حساباته في آخر المطاف، وهو يدرك جيدا أن الدولة الصحراوية رغم أنها دولة صغيرة ينكر وجودها؛ لاتزال جاهزة للعمل والتحرك، والقيام بشئ مماثل لما فعلته في السابق،من قبيل معاودة نشاطها العسكري ولو بشكل محدود وربما مختلف، خاصة وأن عوامل هذا التحرك المادية والمعنوية لا تزال متوافرة، والشعب الصحراوي لم يفقد حماسه بعد،بل اصبح لصوته عمقا افريقيا واوروبيا. لقد ساعدت عقود طويلة من النزاع الصحراويين- دون غيرهم -على تحويل الزمن إلى خبرة إدراكيه اعانتهم على تخطي عقبات كثيرة بحيث لايزال بوسعهم الإستفادة من تجاربهم القديمة.
            اليوم ، شيئا فشيئا ، يدرك شعب الصحراء الغربية ولو بشكل متأخر،أن الأمم المتحدة التي جعلوا قضيتهم رهن مشيئتها لربع قرن من الزمان ،ستكون هي مشكلتهم القادمة،وهي التي أصبحت تمارس سلطتها السياسية عليهم حتى جعلتهم طوع ارادتها،بعد ان إعتادت رشوتهم بتقارير تؤشر يمينا لتذهب يسارا، ما عادت تؤمن التنبؤ بردة فعلهم القادمة.
          في مشهد جديد،يظهر المفاوض الصحراوي اعزل،ومجرد من كل أوراق قوته التي حضر بها أول مرة إلى طاولة المفاوضات،وهو الذي قبل منذ البداية بمبدأ القبول بالحد الأدنى من حقوق شعبه ،وهو يتخلى عن إيمانه بمفعول التفاوض تحت مظلة أممية، إذ لم يعد يرى فيه خيارا مناسبا،ولم يعد بوسعه أن يعود للتفاوض على شئ غير مجدي وما عاد يحتمل آي كلام.
          صحيح أن الأمم المتحدة تعاملت في بداية الأمر مع الصحراويين باعتبارهم أصحاب حق، بحذر وحساسية، حتى تمكنت من تأمين حاجتها من المعلومات عن منطقة الصراع،من خلال بعثتها للمنطقة “المنورسو” واستطاعت تحديد إمكانات كل طرف على حدى.الدول الغربية التي تساعد المغرب،هي من فعل ذالك،فهي لا تهمها مصائر الشعوب،بقدر ما تهمها مصالحها الإستراتيجية المتاحة بعموم المنطقة،ويبقى العامل الإنساني شيئ هامشي جدا وخارج حساباتها.هذه الدول ترى بأن ليس للصراع عواقب حادة في الظرف الحالي، وانه صراع غير مكلف، رغم المخاطر التي عددها بأن كي مون في تقريره الأخير من قبيل:
– تزايد الإحباط في صفوف سكان الصحراء الغربية.
– زيادة التدهور في الظروف السائدة في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
– مخاطر التوسع الجغرافي للشبكات الإجرامية المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء.
         وبالنسبة للصحراويين،يبقي الحل السلمي بعيدا عن أذهانهم في ظل الظروف والمعطيات الراهنة،ومن الصعب ارضائهم أو جبر خواطرهم بشئ غير واضح قد يتطلب بقائهم لشوط إضافي من الوقت في المنفى.
         وعندما يأتي حين حل القضية الصحراوية،فإنه من المرجح آلا يكون ناتج عن ذكاء المفاوض الصحراوي،الذي صار جزء من لعبة أممية دون أن يدري؛بقدر ما سينتج عن تلاقي مصالح إقليمية ودولية واستقرار رأيها على حل دائم بامكانه ان يعمر طويلا لمسألة الصحراء الغربية، الم يقرر الصحراويين التمرد على إرادة الأمم المتحدة والرجوع للحرب دون إذن من أحد، ودونما سابق إنذار،وذالك الأقرب إلى الواقع.

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9