مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

مريم .. وعد الناي بنصر محتم

الشيخ بنكا
 ناشط حقوقي صحراوي
يقبع في سجن سلا في المغرب

في الخامس عشر أكتوبر من العام 1958 بالتازوة ذاك البقاع الذي بينه و بين ربيب لحواش و سلوان "فرغت" عساكر المحتل .. ولدت اسطورة الغناء و ايقونة الشعب مريم منت الحسان ، هناك في دفء خيمة من "اشعر" اطلقت الرضيعة لحنها الاول صرخة مدوية بايعتها بحور "لبير" و "لبتيت" و "الصغير" و "مريميدة" و "سيني" و "انتماس" و "لكحال" و عانقها "عراي اسروز" ملهبا حماس جبال الصحراء و شعابها .. صرخة واحدة كانت تكفي كل المقامات الموسيقية لتتنبأ بعلو مقام مريم و كبر قدرها ..
مريم التي انخرطت مبكرا في صفوف الثورة بعد الاجتياح الغاشم للغزو المغربي و نزوح الصحراويين ، عملت ممرضة بمخيمات اللجوء قبل ان تلتحق بفرقة الشهيد الولي مصطفى السيد الموسيقية اين ستسطر رفقة ثلة من الفنانين الصحراويين تاريخا مجيدا حافلا بالعطاءات ، فكانت اغانيها الثورية شاحذة للهمم و مثبتة للعزائم بل و شكل صوتها الجيفاري المذاع عبر اثير الاذاعة الوطنية النواة الاولى لوعي الجماهير و التحاقها بركب الثورة حتى صارت رمزا وطنيا تعرفه الاجيال اول ماتعرف و كنموذج الم نعرف نحن جيل الثمانينات المولود تحت الاحتلال اسم مريم منت الحسان قبل ان نعرف رسم العلم الوطني .
مريم الاسطورة التي حطمت الاربطة و هزمت السجان ، اليس عنفوان الثورة المتدفق شجوا متن حبالها الصوتية هو عزيمة المقاتل و ارادة المعتقل و حبلهما المتصل بمشيمة الصحراء الام ، اليست نغماتها سحق الدخيل حين يدنو و همساتها مثل نغماتها اليست سباق الرجال للمجد ترنوا .. و خامة صوتها اليست تجلي فخامة النخوة فينا بمرآة موزار و بيتهوفن ..
مريم الخنساء .. تماضر الصحراء بثلاثة اخوة و خالين ، ارتقوا شهداء .. ليس صخرا واحدا و لا معاوية ، بل خمسة غليان لبوا نداء الوطن قرابينا على مذبح الحرية بساحات الوغى .. نعتهم الصابرة الابية بزغرودة فخر لانها تدرك ان الموت في سبيل الوطن و لعمري هو اسمى المراتب و انبلها ..
مريم الام لخمسة ابناء احمد فاطمتو نينة سالم كريمة ، هي ايضا ام لاكثر من سبعين سجين سياسي صحراوي على طول امتداد خارطة السجون المغربية .. و لكل يتامى الوطن الجريح
مريم الشجن و الحنين .. مريم الحب و الوفاء .. مريم التضحية و العطاء .. مريم الاسطورة غادرتنا تركت ابناءها و بناتها .. تركت فديها منت الشين .. تركت الناي و "لمهار" .. رحلت .. اغمضت عيناها للمرة الاخيرة ، ليس هناك في احدى عواصم اوروبا .. بل هنا في ارض اللجوء و في ذلك من الرمزية ما فيه ..
فلتبكي ايتها الجماهير هذا اليتم .. هذا الفراق و الالم و المصاب الجلل .. لكن عندما تكفكفي دموعك تمعني جيدا مايلي:
- مريم من الحسان جعلت من صوتها سلاح يحمي العرض ثائرا في وجه من اغتصب الارض و منحته اياكي عبر الاغنية الثورية الملتزمة ، فلا تجعلي انت من صوتك اداة للمغتصب تمنحيه لاحدى كراكيزه عبر صناديق الانتخاب ..
- مريم منت الحسان غنت للوحدة الوطنية و ماتت توصي بها ، وخير ما تخلدي به مريم ايتها الجماهير تلبية وصاياها و التمسك بالوحدة طوق نجاة في زمن فياضانات التفرقة و التخوين
- مريم منت الحسان غنت "شوي من الصبر استقلالك انجبر" .. الصبر الصبر ايتها الجماهير و الثبات لبلوغ الاستقلال فالطريق طويل و شاق و مفرش بالاشواك لا الورود ..
- مريم منت الحسان صانت حرمة البلاد و ألبستها من مجدها .. فجددي ايتها الجماهير تلك اللبسة بالتضحيات و الدماء كلما "درست"
- مريم منت الحسان ناجتكم باسم الوطن "لالي لا تمشو عني" ويحك ايتها الجماهير لمن تتركي الوطن و في شرع الله من مات دفاعا عن ارضه فهو شهيد
-مريم منت الحسان على عهد الشهيد ادت الامانة و عهد الشهيد عهدك الابدي ايتها الجماهير الوفية ..
-مريم منت الحسان كانت ارتداد صدى معطى الله و نصرة الطفلة المظلومة و نغم كديم ايزيك و النسر المحلق من اسا لداخلة و شوكة في حلق دولة محتلة توهمت امتلاكنا نحن "لماكط ملكتنا دولة" و كانت و ستظل احلامك ايتها الجماهير فسيري على درب مريم لتحقيق الحلم المنشود و لا ركود و لا جمود و لا استسلام قبل العودة و النصر التام
رحمك الله مريم منت الحسان و اسكنك فسيح جنانه و الهمنا الصبر و السلوان و انا لله و انا اليه راجعون
الشيخ بنكا
الثلاثاء 25 عشت 2015
سجن سلا

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9