![]() |
الشيخ بنكا ناشط حقوقي صحراوي يقبع في سجن سلا في المغرب |
في الخامس عشر أكتوبر من العام 1958 بالتازوة ذاك البقاع الذي بينه و بين ربيب لحواش و سلوان "فرغت" عساكر المحتل .. ولدت اسطورة الغناء و ايقونة الشعب مريم منت الحسان ، هناك في دفء خيمة من "اشعر" اطلقت الرضيعة لحنها الاول صرخة مدوية بايعتها بحور "لبير" و "لبتيت" و "الصغير" و "مريميدة" و "سيني" و "انتماس" و "لكحال" و عانقها "عراي اسروز" ملهبا حماس جبال الصحراء و شعابها .. صرخة واحدة كانت تكفي كل المقامات الموسيقية لتتنبأ بعلو مقام مريم و كبر قدرها ..
مريم التي انخرطت مبكرا في صفوف الثورة بعد الاجتياح الغاشم للغزو المغربي و نزوح الصحراويين ، عملت ممرضة بمخيمات اللجوء قبل ان تلتحق بفرقة الشهيد الولي مصطفى السيد الموسيقية اين ستسطر رفقة ثلة من الفنانين الصحراويين تاريخا مجيدا حافلا بالعطاءات ، فكانت اغانيها الثورية شاحذة للهمم و مثبتة للعزائم بل و شكل صوتها الجيفاري المذاع عبر اثير الاذاعة الوطنية النواة الاولى لوعي الجماهير و التحاقها بركب الثورة حتى صارت رمزا وطنيا تعرفه الاجيال اول ماتعرف و كنموذج الم نعرف نحن جيل الثمانينات المولود تحت الاحتلال اسم مريم منت الحسان قبل ان نعرف رسم العلم الوطني .
مريم الاسطورة التي حطمت الاربطة و هزمت السجان ، اليس عنفوان الثورة المتدفق شجوا متن حبالها الصوتية هو عزيمة المقاتل و ارادة المعتقل و حبلهما المتصل بمشيمة الصحراء الام ، اليست نغماتها سحق الدخيل حين يدنو و همساتها مثل نغماتها اليست سباق الرجال للمجد ترنوا .. و خامة صوتها اليست تجلي فخامة النخوة فينا بمرآة موزار و بيتهوفن ..
مريم الخنساء .. تماضر الصحراء بثلاثة اخوة و خالين ، ارتقوا شهداء .. ليس صخرا واحدا و لا معاوية ، بل خمسة غليان لبوا نداء الوطن قرابينا على مذبح الحرية بساحات الوغى .. نعتهم الصابرة الابية بزغرودة فخر لانها تدرك ان الموت في سبيل الوطن و لعمري هو اسمى المراتب و انبلها ..
مريم الام لخمسة ابناء احمد فاطمتو نينة سالم كريمة ، هي ايضا ام لاكثر من سبعين سجين سياسي صحراوي على طول امتداد خارطة السجون المغربية .. و لكل يتامى الوطن الجريح
مريم الشجن و الحنين .. مريم الحب و الوفاء .. مريم التضحية و العطاء .. مريم الاسطورة غادرتنا تركت ابناءها و بناتها .. تركت فديها منت الشين .. تركت الناي و "لمهار" .. رحلت .. اغمضت عيناها للمرة الاخيرة ، ليس هناك في احدى عواصم اوروبا .. بل هنا في ارض اللجوء و في ذلك من الرمزية ما فيه ..
فلتبكي ايتها الجماهير هذا اليتم .. هذا الفراق و الالم و المصاب الجلل .. لكن عندما تكفكفي دموعك تمعني جيدا مايلي:
- مريم من الحسان جعلت من صوتها سلاح يحمي العرض ثائرا في وجه من اغتصب الارض و منحته اياكي عبر الاغنية الثورية الملتزمة ، فلا تجعلي انت من صوتك اداة للمغتصب تمنحيه لاحدى كراكيزه عبر صناديق الانتخاب ..
- مريم منت الحسان غنت للوحدة الوطنية و ماتت توصي بها ، وخير ما تخلدي به مريم ايتها الجماهير تلبية وصاياها و التمسك بالوحدة طوق نجاة في زمن فياضانات التفرقة و التخوين
- مريم منت الحسان غنت "شوي من الصبر استقلالك انجبر" .. الصبر الصبر ايتها الجماهير و الثبات لبلوغ الاستقلال فالطريق طويل و شاق و مفرش بالاشواك لا الورود ..
- مريم منت الحسان صانت حرمة البلاد و ألبستها من مجدها .. فجددي ايتها الجماهير تلك اللبسة بالتضحيات و الدماء كلما "درست"
- مريم منت الحسان ناجتكم باسم الوطن "لالي لا تمشو عني" ويحك ايتها الجماهير لمن تتركي الوطن و في شرع الله من مات دفاعا عن ارضه فهو شهيد
- مريم منت الحسان ناجتكم باسم الوطن "لالي لا تمشو عني" ويحك ايتها الجماهير لمن تتركي الوطن و في شرع الله من مات دفاعا عن ارضه فهو شهيد
-مريم منت الحسان على عهد الشهيد ادت الامانة و عهد الشهيد عهدك الابدي ايتها الجماهير الوفية ..
-مريم منت الحسان كانت ارتداد صدى معطى الله و نصرة الطفلة المظلومة و نغم كديم ايزيك و النسر المحلق من اسا لداخلة و شوكة في حلق دولة محتلة توهمت امتلاكنا نحن "لماكط ملكتنا دولة" و كانت و ستظل احلامك ايتها الجماهير فسيري على درب مريم لتحقيق الحلم المنشود و لا ركود و لا جمود و لا استسلام قبل العودة و النصر التام
رحمك الله مريم منت الحسان و اسكنك فسيح جنانه و الهمنا الصبر و السلوان و انا لله و انا اليه راجعون
الشيخ بنكا
الثلاثاء 25 عشت 2015
سجن سلا
الثلاثاء 25 عشت 2015
سجن سلا
0 التعليقات: