تخالف الرأي رئيسك في العمل فيعتقد انك ترسم لتأخذ مكانه، تخالف قائد الحزب فيتهمونك بإشاعة البلبلة، تخالف النظام تصبح معتقلا سياسيا ، يخالف الولد أباه في نظرته للاشياء فيتهمه بالعقوق، تخالف الزوجة زوجها فيتهمها بالاسترجال، وحتى الاختلاف بين المثقفين في بلداننا العربية كثيرا ما يتحول الى سب وشتم في رفض بذيء للفكرة المخالفة.....تقبل الرأي الآخر ثقافة وسلوك غائب تماما عن مجتمعنا مع أن سيرة نبينا حافلة بالمواقف التي استمع فيها الى آراء مخالفة لرأيه بصدر رحب، بل وكان في مواقف يطلب آراء أصحابه و ينزل عندها بكل تواضع لما تكون صائبة، مثلما فعل عندما نزل عند رأي أمنا " أم سلمة " رضي الله عنها يوم الحديبية، و أخذ برأي سلمان الفارسي بحفرالخندق في غزوة الاحزاب .....أعتقد ان من اكبرالمشاكل التي نواجهها كأفراد وجماعات رفضنا الدائم والمطلق للآراء المخالفة ، بل واحيانا عدم امتلاكنا حتى القدرة النفسية على الاستماع الى ما يعارض وجهات نطرنا وكأننا أنبياء معصومون ويوحى الينا ، ومع ذلك تجد البعض يتبجح بالثقافة والاتكيت و العصرنة و الآخر يفتخربتدينه و سعة صدره وكلاهما ديكتاتور في بيته وعمله وحزبه و يومياته....تناقضات عجيبة ستؤخرنا كثيرا مالم نعالجها ونتجاوزها نفسيا واجتماعيا ومؤسساتيا..... العالم المتقدم اليوم يقوم على قراءة الافكاروتطبيقها وتحويلها الى واقع أيا كان مصدرها مادامت بناءة ، في فضاء حر يسمح بالتعبير ويشجعه، ونحن نخنق الفكرة قبل أن تولد....التفكير والتعبير توأمان متلازمان لا غنى عن أحدهما من أجل التغيير.
0 التعليقات: