بقلم : سليم قلالة |
التحوّل السياسي الذي تعرفه الجزائر اليوم وستعرفه في المستقبل سيختلف تماما
عن بقية أشكال التحوّل التي عرفتها وتعرفها المنطقة العربية.. مثلما عرفت
أزمة فريدة من نوعها في بداية التسعينات ولم يكترث لها أحد، بل تشَفّى فيها الكثير،
ستعرف تحوّلاً لا يتوقعه أحد، وربما سيُغيض الكثير هذه المرة.
على خلاف ما يبدو، نحن لا نتجه نحو مأزق سياسي، عكس ذلك تماما هناك وعيٌ
سياسي متزايد لدى الجزائريين بمفهوم المصلحة الوطنية، هناك نوعٌ من الشعور لدى
الناسبالخطوط الحمراء التي ينبغي ألا يتجاوزها أحد. بل هناك قدرة على معرفة
النقطة الحرجةالتي ينبغي أن تتوقف عندها المنافسة السياسية أو الحزبية أو
السعي إلى تحقيق مزيد منالمصالح.
سياسي متزايد لدى الجزائريين بمفهوم المصلحة الوطنية، هناك نوعٌ من الشعور لدى
الناسبالخطوط الحمراء التي ينبغي ألا يتجاوزها أحد. بل هناك قدرة على معرفة
النقطة الحرجةالتي ينبغي أن تتوقف عندها المنافسة السياسية أو الحزبية أو
السعي إلى تحقيق مزيد منالمصالح.
يبدو لي اليوم أن الكل أصبح يعلم من أين يبدأ وحيث ينبغي عليه التوقف،
وهي نتيجة ليستبالهيّنة لمجتمع بصدد بناء دولته على أسس صحيحة.
وهي نتيجة ليستبالهيّنة لمجتمع بصدد بناء دولته على أسس صحيحة.
يحتجّ الجزائريون، يخرجون إلى الشارع، يقطعون الطرقات،
يرفضون "حڤرة" رؤساءالبلديات أو أعضاء الحكومة، ولكنهم
يعرفون السقف الذي يتحرّكون ضمنه، لا نتصور أبدابأنهم مستعدون
لتجاوزه مهما كانت الأسباب.
يرفضون "حڤرة" رؤساءالبلديات أو أعضاء الحكومة، ولكنهم
يعرفون السقف الذي يتحرّكون ضمنه، لا نتصور أبدابأنهم مستعدون
لتجاوزه مهما كانت الأسباب.
وهي مساحة الأمل التي تُبقينا باستمرار نثق في المستقبل رغم كل الصعوبات،
بل وتُبقينانعتقد أننا في آخر المطاف سنصنع النموذج السياسي الذي ينبغي أن يكون البديل،
ليس لنافحسب، بل لكل المنطقة.
بل وتُبقينانعتقد أننا في آخر المطاف سنصنع النموذج السياسي الذي ينبغي أن يكون البديل،
ليس لنافحسب، بل لكل المنطقة.
لعلّ التجربة التونسية الأخيرة التي أصبحت اليوم محطّ الأنظار، وتبدو أنها قد قدّمت
نموذجافريدا من نوعه في مجال بناء الدولة الديمقراطية العصرية، ستبقى مرهونة
ولفترة طويلةبتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة قلة الموارد وزيادة المتطلبات،
وتأثيرات الخارجالتي لا ترحم.
نموذجافريدا من نوعه في مجال بناء الدولة الديمقراطية العصرية، ستبقى مرهونة
ولفترة طويلةبتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة قلة الموارد وزيادة المتطلبات،
وتأثيرات الخارجالتي لا ترحم.
أما التجربة الجزائرية، فرغم التبديد الكبير لمداخيلها من المحروقات على مشاريع غيرمنتِجة،
ورغم تلك السياسات الشعبوية التي اتبعت لاستمالة الناس، ورغم الفساد الذي ينخرجسدها
على أكثر من مستوى، ورغم الفضائح المالية الكبيرة المسكوت عنها، فإن المواطن بها
يبقى يشعر بأنه يستطيع أن يكون الأفضل على أكثر من صعيد، ويستطيع أن يبني دولة
تكون بحق هي النموذج والمثال الذي يُقتدى به.
ورغم تلك السياسات الشعبوية التي اتبعت لاستمالة الناس، ورغم الفساد الذي ينخرجسدها
على أكثر من مستوى، ورغم الفضائح المالية الكبيرة المسكوت عنها، فإن المواطن بها
يبقى يشعر بأنه يستطيع أن يكون الأفضل على أكثر من صعيد، ويستطيع أن يبني دولة
تكون بحق هي النموذج والمثال الذي يُقتدى به.
وذلك هو المكسب الكبير، لم ينتج فقط عن سنوات من التمحيص والشدة لم يعرفهما أحد،
بلعن حقيقة إمكانات وقدرات بشرية ومادية علينا ألا نفرّط فيها، بل علينا أن نستثمر
فيهالبناء الخيار السياسي الأفضل، وترشيد السلوك السياسي نحو القمة،
وبناء الدولة العصريةالتي بها نحلم.. ونحن أهلٌ لذلك، فتونس ليست أفضل منا بكل تأكيد.
منقول "الشروق الجزائرية"
بلعن حقيقة إمكانات وقدرات بشرية ومادية علينا ألا نفرّط فيها، بل علينا أن نستثمر
فيهالبناء الخيار السياسي الأفضل، وترشيد السلوك السياسي نحو القمة،
وبناء الدولة العصريةالتي بها نحلم.. ونحن أهلٌ لذلك، فتونس ليست أفضل منا بكل تأكيد.
منقول "الشروق الجزائرية"
0 التعليقات: