مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 7 ديسمبر 2014

كلمة حرة...الامم المتحدة بين التعويل والعويل.

بقلم : اسلامة الناجم 

             “المغرب الان في مواجهة مباشرة مع الامم المتحدة” . تتردد هذه الجملة كثيرا على السنة قيادتنا على مدار الساعة، و تضاعف مضغها من قبلهم جميعا مهما كانت الوظيفة التي يشغلونها، منذ الخطاب الاخير لملك المغرب في السادس من نوفمبر الماضي والذي كان بمناسبة مسيرة الشؤم والخراب على المنطقة عامة وعلى الصحراويين خاصة . وللمرء ان يتساءل اي جديد في هذا ؟ فالمغرب في مواجهة مع الامم المتحدة منذ ان غزا ارضنا في 31 /10/1975 . وهو في تحد لها بصورة اوضح منذ ان ازمعت تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، ومن كل الاتفاقات بينها وبين البوليساريو قصد اجراء استفتاء حر ونزيه، لم تلتزم الرباط إلا بما يوافق هواها وفقط ، وهو وقف اطلاق النار ثم أدارت ظهرها للباقي .
             لا اعتقد ان قيادتنا بعد كل هذه العقود من التعامل مع العالم ومنظماته لا زالت”متقشمية” في كيفية عمل الامم المتحدة، فهذا امر معلوم لتلاميذ الصف الابتدائي، واجزم ايضا انها بعيدة عن “التقشمي” في الرباط وتاريخها الحافل بالمناورات وخلف الوعود والتنصل من الاتفاقات شانها في ذلك شان المستعمرين على مدار التاريخ . صحيح ان الذي اغرى بهذا التحليل وهذا التعبير “المغرب الان في مواجهة مباشرة مع الامم المتحدة” هو :
اولا: التعامل المغربي الغبي مع المبعوث الشخصي للامين العام الاممي السيد روس، فاختار الظرف الخطأ مع المبعوث الخطأ وكانت النتيجة هي ما نعلم من تمسك السيد بان كي مون بممثله مسنودا حتما من البيت الابيض الذي شعر بالإهانة والامتعاض من معاملة الرباط .
ثانيا: تقرير الامين العام الاممي الاخير المقدم لمجلس الامن ابريل الماضي والذي طالب فيه صراحة بأنه يتوجب على المجلس تغيير الطريقة المنتهجة منذ 2007 ، ما فتح التكهنات واسعة عندنا وعند العدو بشكل اكبر بنقل ملف القضية الى البند السابع.
باستثناء التمسك بالسيد روس لم يتغير اي شيء اخر فظل المغرب على تعنته ، وواصل تجاهله للمبعوث الاممي، ويواصل نهب الثروات الصحراوية كما يواصل انتهاك حقوق الانسان في الاراضي المحتلة وهو ماض في خطابه المستفز والمتنكر لكل الاتفاقات و القرارات والمعلن بكل سفور و وقاحة ان اقصى ما لديه هو ما “يسميه الحكم الذاتي” ، اليست هذه مواجهة مع الامم المتحدة؟ هي كذلك بكل تأكيد. و ماذا فعلت الامم المتحدة ؟ لا شيء…. اليس هذا استفزازا للبوليساريو وتحديا واحراجا لها مع شعبها وتاريخها؟ اجل دون ادنى شك..ماذا ستفعل البوليساريو؟
وبعد….
لست من المراهنين على تغيير جدي في تعاطي الامم المتحدة مع المغرب، فالأمم المتحدة هي مجلس الامن الذي لا يؤمن الا بشرعية المصالح والقوة، وللمغرب حليف داخل المجلس ولباقي الاعضاء مصالح معه وفيه، تتفاوت قيمتها وأهميتها من عضو لآخر . ثم ان المجلس يتابع الوقائع على الارض ويقرأ المعطيات فما لم يجد تغييرا او جديدا او تهديدا فلن يغير في التقرير القادم الا بعض الصياغة الواعدة او المتوعدة كما في التقرير الفارط. ويجب ان لا ننسى ان الامم المتحدة ممثلة في بعثتها المينورسو الى الان عاجزة عن تجاوز امر بسيط يتعلق بالاعلام المغربية وبلوحات ترقيم سياراتها .
لكني من المؤمنين بقوة الشعب الصحراوي وبقدرته على انتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة ، وهذا الشعب وضع ثقته في البوليساريو واسلمها زمام امره وبالتالي عليها ان تختار الطريقة التي ستمكنها من جر المغرب من اذنه الى الاستفتاء او الاعتراف بالدولة الصحراوية المستقلة دون المرور بالاستفتاء، وذلك من خلال تغيير طريقتها في التعامل التي تتبعها منذ 1991، او منذ 2007 على اقل تقدير، فهذه طريقة لا تفيد في من له ظروف كظروفنا شعب مقسم ودولة في المنفى في ظروف طبيعية واجتماعية جد صعبة .
يجب تغيير الامر الواقع بأي ثمن فمقابل رفض المغرب للحل السلمي العادل فلنقابله نحن ايضا بسياسة “حفرة الهاوية” والعودة الى امتشاق السلاح ويمكن ان يسبقه او يرافقه :
  • شل يد المغرب عن نهب واستغلال الثروات من خلال القانون الدولي وان لم يفلح فمن خلال تخريب و تدمير المنشآت المساعدة في ذلك .
  • تحذير شركات الصيد البحري الدولية في مياهنا الاقليمية ثم العمل بعد ذلك على تهديد سلامة عمالها .
  • تأجيج الانتفاضة وارتفاع وتيرة الاعتصامات والمظاهرات والإضرابات و اعلان العصيان العام من خلال التمرد على قوانين الاحتلال ومقاطعة انتخاباته وغيرها، وكخطوة ثانية تخريب محلات وممتلكات المستوطنين والعملاء على السواء .
  • تكرار ملحمة اقديك ازيك وليس بالضرورة من خلال بناء الخيم بل من خلال الحشد الجماهيري في الساحات العامة وامام ادارات الاحتلال ورفع العلم الوطني .
  • خلق تنظيمات ودعمها تعمل على زعزعة استقرار المغرب تستهدف بالاساس قطاع السياحة .
  • ادراج تفكيك حزام العار على طاولة التفاوض، وتدويل ملفه من خلال الشكاية للجهات القضائية الدولية المختصة والعمل على تخريبه ما امكن .
  • الاستعداد العسكري والتسليح الجيد مع الاخذ في الاعتبار تغيير التكتيك السابق بالاستفادة من التطور الكبير الحاصل في الصواريخ والطائرات بدون طيار (درون) ولا داعي للقلق اوالتفكير بان الدول المصنعة للسلاح لن تبيع لنا فالمنطقة تعج الان بكل انواع الاسلحة ويوجد دائما من هو على استعداد للبيع .
ومما سيساعد في تغيير الامر الواقع وإجبار المغرب والمجتمع الدولي على الحل السلمي العادل ترتيب اوضاعنا الداخلية ومواجهة الذات بالكثير من الصدق والشفافية والاعتراف بان سوء التسيير والتدبير في الجبهة والدولة والفساد المتفشي والافتقار الى اليات المتابعة والمحاسبة وغياب الديمقراطية وتفشي القبلية، واتخاذ المسؤولية وسيلة للاثراء والوجاهة وتهميش الكفاءات. كلها اشياء ساهمت ومازالت في تأخير الحل، بل اغرت العدو بان يمد يده الى الداخل ويعبث فينا وشجعته على التملص من الاتفاقات ومن الاستفتاء برمته، وهي عوامل شئنا ام ابينا تجعل الامم المتحدة والمجتمع الدولي يتلكآن في ايجاد حل سلمي خوفا من اضافة دولة فاشلة الى محيط متفجر فيه من المخاطر والمشاكل ما يهدد امن واستقرار السلم الدولي واوروبا خاصة، وبكلمة واحدة دون استعادة القيادة للثقة والمصداقية سيظل اي حديث عن الاصلاح مجرد ثرثرة وسيظل اي امل مجرد وهم وستضغط الامم المتحدة وتغير تعاملها مع الضعيف الذي عليه انتظار الآخرة ليأخذ حقه.
وحتى لا تنسينا التفاصيل موضعنا الاساسي، اقول ان المغرب كان ومازال في مواجهة مع الامم المتحدة فلا جديد في هذا.لكنه كان ومازال يحتمي بحلفائه النافذين فيها وفي مجلس الامن وبقدرته على شراء ورشوة الكثير من عمالها وخلق اللوبيات الموالية له في اماكن صناعة القرار الدولي، وقد فضحت تسريبات كولمان بعضها وما خفي اعظم، وبالتالي لا تعويل كبير على فعل الامم المتحدة، ويجب ان لا ننسى ان فعلنا نحن الصحراويين وبسالة جيشنا وصمود شعبنا هو الذي جاء بالامم المتحدة وهو ايضا الذي سيفرض الحل من خلالها او من دونها.
لي رجاء عند قيادتنا، ان لا تفرط في التفاؤل والتعويل على الامم المتحدة وبالتالي ترسخ في ذهن المواطن ان ابريل القادم سيحمل معه الحل الذي نرتضيه،كما فعلت في ابريل الماضي عندما راهنت على ان مراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها ستدرج لا محالة في مهام المينورسو ، وهو ما لم يحدث ما سبب خيبة امل عند قطاع عريض من شعبنا .
منقول عن المستقبل الصحراوي

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9