مجلة الطريف الصحراوية . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 21 ديسمبر 2014

"المنتفض"...

بقلم الكاتب : السيد حمدي يحظيه 



           "المنتفض" هو بطل رواية في ادراج االذاكرة، لكننا لم نوقع بالحبر على ميلادها بعد. هو شاب كان الاحتلال المغربي يراهن على تحلله، على تفسخه، على موته دقيقة...دقيقة  في الشوارع وفي الحانات النتنة برائحة الخمر وبرائحة ريق السكارى.. في اليوم الذي سبق احتفال الاحتلال بعيد ادمانه ثار، انتفض , مثل الوطن.
           سجلوا انه انتفض على كل ما حوله.. لا دراسة و لا شهادة، الاحتلال منعه من الدراسة، من الحلم و من استنشاق الهواء النقي .. انه على حافة الانهيار النفسي والجسدي.. لم يبق بينه وبين القرعة والكاس الا يوم او اثنين.. القرعة والكاس

و المخدرات.. سيتحول الى. محشش، مسطول، سكير.. منذ مدة نسى نفسه، اصبحت غرفته الشارع البارد، سريره الكرطون، ياكل من النفايات، وينام في دفء اقرب جدار... حتى الرفاق هجروه بسبب تشرده، بسبب انهياره وموته االاجتماعي... حين قرر رفاقه تنظيم مظاهرة في المدينة لم يخبروه بالامر.. هو ناقص، صفر، لافائدة منه، لا هو حي و لا ميت..    
      في اليوم الذي كان سيفرض عليه واقع الاحتلال ان يصبح سكيرا، محششا، خرجت مظاهرة الرفاق ضد الاحتلال , راى الاعلام ، اللافتات، حلم مستيقظا بالصقور وبالبنادق، وبصور الشهداء، وبخنادق القتال.. انتفضت في اعماقه قوة رهيبة.. هزته رعدة عنيفة مثل زلزال مدمر رمته في مقدمة المتظاهرين.. حتى الرفاق لم يصدقوا انه هو.. استيقظ العفريت في جسده وروحه، تمزق الكفن نهض الميت الحي.. قفز فوق اعلى مبنى وعلق العلم الوطني.. في السجن كانت الدماء تسيل من كل خلية في جسده، لكنه كان يحس انه عظيم.. الذي كان الاحتلال يراهن عليه ان يكون سكيرا، محششا، مخدرا ثار في نفسه بركان الغضب، طار الصقر الذي كان معششا في روحه، اصبح بطلا.. الذين يجلدونه في السجن , يجلدون انفسهم، ذواتهم، غباءهم وهزيمتهم.. انتفض الشاب الذي لن يعد ظلا  لجدار...

موضوعات متشابهه :

0 التعليقات:

© 2013 مجلة الطريف . تصميم من Bloggertheme9