بقلم : المصطفى عبد الدائم |
علي سالم تامك يخوض معركة أخرى ضد المرض ...
كنت دوما اخشى ان تسرقك الموت منا ، ونحن في غفلة .. كنت دوما أخاف عليك من موت مفاجئ يختطفك منا دون ان نتمكن من وداعك .. كنت دوما أرعتب من فكرة ان أستيقظ يوما على خبر رحيلك عنا دون ان تتاح لي فرصة البكاء عليك ...وكم أرعبني أن أطالع خبر تدهور صحتك على النت وقد وجدتني كاغلب حالاتي مثقوب الجيوب .. في صورتك على فراش المرض تاهت عيناي باحثا عن تلك التفاصيل التي جعلتك بالنسبة لي اكثر من رفيق درب .. واكثر من صديق محنة .. واكثر من اخ لم تلده امي ...
ولاني لا املك غير قلمي ، ولم اعرف غير الحروف والكلمات جسورا لابلغك اينما كنت.. ابلغك رغم بعد المسافات .. لذا هاانا اكتب حرقتي وحسرتي وندمي ..اكتب كل هذا لاني لا املك جناحين فاطير لاكون معك في معركتك .. ولا سلطة لدي على خدام سليمان فاسخرهم لحملي اليك قبل ان يرتد اليك بصرك .. اه ما اقسى فقري وقلة حيلتي .. اه ما أفظع عجزي وانا اراك تصارع المرض ولا استطيع لك غير دموع حارة يفزعني طعمها ...
في غرفتك الباردة هناك بمستشفى بالمهدي بالعيون المحتلة .. العيون التي رحلت اليها عشقا وعنادا .. رحلت اليها عاريا من كل متاع الدنيا الا هذا الاصرار على التواجد في الخطوط الامامية، ( فنكر الصحرا) ... في تلك الغرفة الباردة احسك تستحم بالعرق .. واشعر بك لا تقوى على التنفس .. اي اكسجين قد يعيد النبض لقلبك..اي نفس قد يعيدك الينا .. ويعيد الحياة اليك ..
اصمد فوالله فراقك يمزقني .. فراقك يضيعني .. لا لا اتحدث عن المناضل الذي قد يؤثر فراقه في الجميع .. نعم الجميع يعرفك مناضلا شهما .. والاكيد ان هناك العديد من الرفاق الذين يعرفونك افضل مني اولئك الذين خبروك في المحن ..اولئك الذين عاشروك في السجون ..اولئك الذين سهروا معك الليالي في انتاج الافكار واتخاذ المواقف .. لا اتحدث عن هذا العلي سالم الذي يعرفه الجميع ..انا فراقك سيؤلمني لاني نزلت منك على الضفة الاخرى تلك التي تختزن فيها كل تلك التفاصيل الصغيرة .. اتذكر تلك التفاصيل التي تجعلك اكثر انسانية ..بكاءك المر لان رفيقا خذلك .. فرحك الطفولي لان رهانك على رفيق كان في محله ( وحمر لوجه ) .. عنادك المميت من اجل انجاز امر ترى فيه الصالح .. تفقدك احوال ( الشيب ) .. افراطك في مساعدة من يحتاج لمساعدة على حساب اسرتك وعلى حساب نفسك ...
اه ما اقسى الذكريات حين تهجم علينا ونحن نكتوي بجمر العجز وقلة الحيلة .. لو كان للطير ان يحملني اليك لجعلت للطير مزارا .. ولو كان للريح ان تحملني اليك لجعلت منها مركوبا .. ولكني لا املك الا ان اكتب واكتب واكتب لعل الكتابة تخفي دموعي ..تخفي ضعفي ..تخفي عجزي وقلة حيلتي ...
اصمد ايها العلي سالم تامك فوالله لو لم تصمد في هذه المعركة ايضا .. لكفرت بكل المعارك التي لم اخضها بعد ...
0 التعليقات: